العين تدمع والقلب يبكى والى الله المشتكى

العين تدمع .. والقلب يبكي .. ولا نملك إلا ان نقول إلي الله المشتكي ..
وماذا كنا نتوقع من هؤلاء الشرذمة من البشر الذين يسعون لينشرون في الأرض الفساد
ويكدحون لإطفاء نور الأسلام .. شرار الأمم الملعونين في الأرض وفي السماء ..
{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً }
لا تاريخ لهم إلا ما كُتِب بدماء الانبياء وأرواح اللأبرياء

ماذا نتوقع ممن قالوا لسيدنا موسي أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً .. قوم يتجرؤون علي الله ويستعلون علي عباده ..
لا وطن لهم ولكنهم اجتمعوا من شتات الأرض ليغتصبوا أوطان الغير ويسفكوا دمائهم ويستبيحوا حرماتهم
ويخرجوهم من ديارهم بغير حق .. ولا عجب في ذلك وهم قد جبلوا علي المكر والغدر والخيانة وتاريخهم
حافل بالمكائد للاسلام وأهله ..


ماذا كنا نتوقع ممن تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في الإرهاب وترويع النفوس والمجازر الدامية في
حق الشعب الفلسطيني والشعب العربي بجرائمهم التي تأباها الانسانية وترفضها جميع الأديان ..
هل كنا نتوقع منهم أن يتركوا هذه القافلة تصل بسلام إلي أخوتنا المحاصرين في غزة !!! ؟؟؟
وكيف وهم من قاموا بهذا الحصار الظالم والغاشم .. كيف تعطي اليد التي تمنع وتهب اليد التي
تحرم شُلت ايديهم ويد كل من يساندهم ويعاونهم علي طغيانهم وتجبرهم في الأرض


ولا عجب والله مما فعلوا هؤلاء الجبناء فالعداوة للآسلام والغدر بأهله ديدنهم منذ أن خلقهم الله
وسوف تكون إلي أن تقوم الساعة .. وهذا ليس بكلامنا ولكنه ما أخبرنا به الله جل وعلا
في كتابه الكريم ويقول المولي :
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا }

ولكن العجب كل العجب من امتنا التي وصلت إلي هذه الحالة من التبلد والانكسار واللامبالاة بما يحدث
من قهر وظلم وعدوان من شرار الامم لمن هم منا ونحن منهم .. والله إنها لطامة ٌ كبري ومأساة لما
تعانيه هذه الامة بحكامها ومحكوميها ورؤسائها ومرؤسيها .... والجميع مسؤولون عن ما حدث وما
يحدث من تجبر من هذا العدو الغاشم لعباد الله المستضعفين ..

وإذا كانت هي مسؤولية الحكام والشعوب معآ ولكن العاتق الأكبر منها يقع علي الحكام الذين من هم بيدهم
القرار ولكنهم لم يقدموا إلا الخزي والعار .. فكفانا مؤتمرات وشعارات وادعاءات وخطابات وشجب ووعيد
وانين واهات وصراخ وعويل ولازالت الدماء تسيل ورب العالمين ليس بغافل .... والساكتون محاسبون
والموقف بين يدي الله شديد ..
{ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون }

وإذا كنا نحن بحاجة لأن تهُب هذه الأمة بكل آليتها لنصرة ديننا وقضيتنا وقدسنا وأرضنا .. ولكن في ظل
هذا التخاذل والذل والهوان والضعف والغثائية المهلكة لامة الاسلام .. لن تحرر فلسطين إلا بأهل فلسطين
لن تحرر فلسطين إلا بسواعد أهلها .. نحن لا نتكلم من فراغ ولكنه لسان الحال والواقع المرير
الذي تعيشه امة سُباتها طال وميزان عدلها مال ..

فيا أهل فلسطين .... دافعوا عن وجودكم ووطنكم وعذرآ منا أن نقول لكم قوموا بما كان يجب أن تقوم
به معكم هذه الأمة المتخاذلة وآجركم علي الله والله معكم وكما ارسل الموج علي قوم نوح واغرق فرعون
وخسف بقارون ونصر رسوله الكريم قادر علي ان ينصركم كما نصركم في معركة الفرقان ..
وستكون لكم الغلبة بإذن الله هذا وعد الله .. والله لا يخلف وعده ولا ينقض عهده .. ولا تهابوا
عدوكم بعدته وعتاده وأعداد وتلك القوي الغاشمة التي تسانده .. ولكنه هو دستور وقانون الهي
لا يحيد ولا يميل يقول المولي جل وعلا :
{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين }
نعم .. فلا عدة ولا عتاد ولا أعداد ولا حسابات منطق وتقديرات عقول تساوي شيء في قدرة الله
{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ }

وحسبكم قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم :
" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم قيل أين هم يا رسول الله؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس "


نسأل الله ان تنهض هذه الامة من غفلتها وسُباتها ..
ولندعوه جميعآ أن يرفع الضر عن اخواننا في فلسطين وكل المستضعفين في ارضه
وان ينصر الفئة المرابطة في الاقصي ويثبت اقدامهم ويسدد رميهم وينصرهم علي اعدائهم .. اللهم امين
وأخر دعوانا اللهم اغفر لنا تقصيرنا واصلح عامتنا وولاة امورنا إنك ولي ذلك وقادر عليه